أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2009/07/12

المؤلف مش عايز كدة

نشاهد كثيرا الأفلام الأجنبية,و نتعجب لكثير من المواقف,قد نجدها غير منطقية,مثل أن يهزم البطل 15 شخص و يصاب بخدش بسيط أو أن تتأمر الأحداث و الظروف ضد البطل,و نجد أوقع اجابة لتساؤلاتنا هي أن "المخرج عايز كدة",سواء ان كانت النهاية سعيدة أو مأساوية,دائما,"المخرج عايز كدة".و لكن دفعني ذلك "اليوم" لأن أقولها وصفا لكل ما حدث فيه,لكني استدركت ان هذا اللفظ قد يمس الذات الالاهية,فنحن ليسوا في فيلم سينمائي,و لكنه قدرنا,و قدر الله و ما شاء فعل.(و قدر هذه القصة أن تكتب ثلاث مرات,بين كل مرة و أخري يفصل الجهاز بدون حفظ القصة)سأقص لكم يومي من بدايته,استيقظت متثاقلا,أبحث أسفل سريري عن هاتفي المحمول,لأفتحه و أنظر علي الساعة بعيون ناعسة,لقد تأخرت,و هاتفي فرغت بطاريته,ذلك برغم توصيله بالشاحن,الا أن الشاحن سلكه ملمس,فبلمسة "أون" و بلمسة أخري "أوف",لذا فلأن البطارية نفذت فلم يرن الهاتم لايقاذي و انقاذي.قمت و بحثت سريعا عن ملابسي,بنطلون الجينز ليس هنا,تذكرت اني وضعته في الغسيل,لذا فلبست البنطلون الرمادي.و ملأت جيبه بما أحمل يوميا,المفتاح و الهاتف خالي البطارية و ضيف جديد عليهم,هو فلاشة صديق,قد أعطاها لي كي أحمل عليها صور و ملفات كان يحتاجها.ظللت طوال الطريق أتشاغل عن تأخري بالتفكير في تلك الفلاشة,فأنا في حاجة ماسة لتلك الفلاشة,كما أني حملتها معي الثلاث أيام الماضية علي أمل ان أردها له,لكني لم أجده.و أنا أحتاجها لأسبوع واحد فقط,و لن يضره,فهو لن يحتاجها هذا الأسبوع,أو هكذا بررت لنفسي.اذن فان لم أجده فخير و بركة,و ان وجدته اليوم,فماذا أفعل؟قد أطلب منه أن يمهلني أسبوعا كي أعيدها له,قد أدعي أنها معي لكني لم أحمل شيء بعد,وجدت أن أفضل خطة هي أن أقول له"حظك وحش,يعني كل يوم كنت أجي بيها ملقيكش,و اليوم اللي أنساها فيه ألاقيك؟",و بدأت في تخيل رد فعله و الترتيب لما سوف أقول كي أتقمص الدور.و اطمئن قلبي,فخطتي لن تخر المية.و حين وصلت للكلية,وضعت يدي في جيبي لأجد المفتاح,و الهاتف,لكن الفلاشة اختفت.هذا البنطلون الرمادي,جيوبه مصممة تصميم غبي,يدفع الأشياء للسقوط من الجيب أثناء الجلوس,اذن فالفلاشة بح.و لك أن تتخيل ما قلت حين قابلت هذا الشخص,نفس الجملة التي خططت لها,و لكن بصدق تام هذه المرة.لم أقل له انها سقطت,فقد قررت أن اخفي عنه الخبر و أشتري أخري شبيهة لها,فلن يميز بينهما,لأن الفلاشة المفقودة جديدة.الأغرب أني كان لدي مبلغ كافي لشراء فلاشة و كنت أماطل نفسي في شراء فلاشة حتي ينخفض سعرها قليلا حتي أشتريها بسعر أرخص,و كما كان مكتوب للمبلغ أن يصرف علي فلاشة,حدث بالفعل,لكنها كانت فلاشة أخري لصديقي.بالنسبة للهاتف فارغ البطارية فاختفي كذلك,و بالطبع الاتصال به لن يفيد لأنه فاصل شحن.اتضح ان هذا الصديق قد وجده سقط من جيبي فأخفاه عني,لزوم الخضة.تذكرت هذه القصة بعد أسبوع و أنا أقابل شخص قد أخذ مني فلاشة والدي,و حين سلمت عليه قال لي"يعني كل يوم كنت أجي بيها ملقيكش,و اليوم اللي أنساها فيه ألاقيك؟"أليس القدر ساخر؟________________ملحوظة:سيجانبك الصواب ان قلت عن هذه القصة "المؤلف عايز كدة",لأنها حدثت بالفعل للأسف و اتغرمت 100 جنيه بسببها,ده غير حرقة الدم.