أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2009/05/27

اع-لانات

(ملحوظة:قد يتضمن هذا الموضوع اعلانات,لذا لزم التحذير)
نتيجة لكثرة ما سمعت و رأيت من اعلانات,بدأت بطبيعة الحال التأثر بها,لدرجة اني بدأت في تأليف أو تخيل اعلانات.قد يكون هذا ظاهره الضرر لكن لو استغللته في التسويق و اخراج الاعلانات,قد أنافس أعتي شركات الاعلانات(طارق نور مثلا).لكن الغريب و الغير مألوف أن أتخذ تلك الاعلانات التخيلية كمثال أو تجسيد لواقع حي كأسلوب من التبسيط و التجديد,تبسيط الموضوع و تجديد أسلوب تناوله.قد أتعبك قليلا أيها القارئ في تخيل تلك الاعلانات التخيلية,لتصلك الرؤية التي في ذهني.
تخيل معي:
ء"بعض الشباب علي الشاطئ,يجلسون بملل علي الرمل.فيقف أحدهم و يذهب ليخرج من احدي الشنط بعض الكانز و الزجاجات(الزجاجية و البلاستيكية) لاحدي المشروبات الغازية و يوزعها علي الشباب.وقبل أن يفتحوا تلك العلب و الزجاجات يبدأوا بالعزف عليها,فهذا يطرق علي الكانز بعصا كالطبلة و أخر يطرق علي الزجاجات و أخر يمسك زجاجتين و يرجهما و تتحول تلك الأصوات الشاذة الي ايقاع موسيقي جذاب.تتحول الملامح من الملل الي الانبساط و يظل الايقاع هكذا الي أن تتوقف المجموعة من التعب و يبدأوا في فتح الزجاجات و الكانز للارتواء فتنفجر جميعها في وجوههم من الفوران." ء
ما هو الواقع الذي قد يجسده هذا الاعلان التخيلي؟
اذا نظرنا لتعامل بعض الحكومات و البرلمانات,نجد أن تعاملها مع الشعب يشبه تماما تعامل الشباب المملول(اسم مفعول من ملل) مع المشروب الغازي,حيث أنهم يتعاملون مع الزجاجات و الكانز كوسيلة للمتعة و لكن بتجاهل ما بداخلهم من مشروب قد يفور لحظة فتح الزجاجة.فتجد بعض برلمانات رجال الأعمال تبني و تعمر للطبقة الهاي لايف و تحتكر المنتج لتزيد من ثرواتها علي حساب باقي طبقات الشعب المنسية,لينفصل المشروب عن الغاز و يصبح الشعب مستعد للثورة في أي لحظة.بالطبع بعض الحكومات تتفادي الفوران بجس نبض الشعب,تفتح الغطاء قليلا فاذا أصدر صوت الفوران,اما تغلقه و تتركه أو تتركه نصف مغلق ليخرج كل الفوار.و هذا ما حدث في موضوع علاوة عيد العمال,طبعا قد لا يصدر المشروب أي صوت فوران و حين تفتح الغطاء تماما و انت مطمئن و تقربه لفمك,يفور المشروب في وجهك(عليك واحد!) ء
سنعود بعد قليل
__________________
______فقرة اعلانية______
عايز تعرف مين المنسيين؟عايز تحس بيهم؟ادخل اللينك ده و انت هتشوف المنسي,متنساش المنسيين.

_________________
كلنا بنمر بأصعب اللحظات,بس هل فكرت أصعب لحظة ممكن تكون ايه؟أنا فكرت,عشان أوفر عليك,ادخل هنا و شوف أنهي لحظة ممكن تكون الأصعب.
_________________
عدنا
أفضل اعلان يعبر عما يعانيه المواطن في قضاء مصالحه في المصالح الحكومية هو اعلان "انت يا لينك ياللي هناك",حيث ينادي الموظف علي "اللي هيدفع شاي" أو "اللي معاه كارت توصية" أو "كوسة" لقضاء حاجاته,بغض النظر عن وجود طابور أو طول الطابور.و بالطبع لو تساوي الناس في دفع الشاي اختلفت درجة الواسطة,واسطة العقيد أقل من واسطة اللواء,بالطبع.و توضع حدود معينة,فأقل من عقيد,أقف في الطابور,زيك زي غيرك.
طبعا تلازمنا كثير من جمل الاعلانات,"كلمني عالفودافون","التطور الطبيعي للحاجة الساقعة","اتكلم من القلب","انطلق","عيش أحلي ما في اللحظة","شبكة واحدة بتجمعنا كلنا_اصلنا سمك في مصيدة واحدة_" ء
قد تلاحظ أن اعلانات خدمة المحمول و الأرضي غلبت علي الأمثلة و ذلك بحكم قسمي,"أنا اتصالات"
من الغريب ان تأثير الاعلانات "يتوغل و يتسرب و ينتشر,و يدوم و يدوم و يدوم..."
و ان سألتني,هل يمكننا تفادي هذا التأثير,قلت لك"انسي يا عمرو" لأنه ببساطة "ضد الميا ضد النار ضد الحشرا ضد الفار,ده بالتقسيط تقسيط تقسيط"
و في الختام أحب أقول"ألفين سلام و تحية"و "تعالوا زورونا ,باي باي"ء

2009/05/23

مشروب زبادي

اتصبب عرقا غزيرا,فأمسحه عن وجهي لأتابع القراءة و لكن هيهات أن أخرج الحر و العرق و الظمأ و الحاجة في الارتواء عن بالي.فقد احتل هؤلاء عقلي,نظرت الي الشباك المفتوح راجيا أن يؤتيني نسيما عليلا يغمرني بنشوة الانتعاش و لكني أحسه شباك مغلق في احدي غرف الساونا.انهض تاركا القلم يسقط من يدي المبتلة من العرق و أذهب الي المطبخ,قاصدا باب الأمل,أفتح باب الثلاجة.أفتش هنا و هناك.ألمح ذلك الدرج فأقرر فتحه لأجد علبة مشروب زبادي بطعم الخوخ.كانوا ثلاث علب و قد شربت احداهم منذ فترة,و قد عجبني طعمها.أنتشلتها من وحدتها في الدرج و أغلقت الدرج و باب الثلاجة و رجعت الي مجلسي.و كعادتي حينما أشتري عصير معلب,أنظر الي تاريخ الانتهاء تحسبا.و كانت المفاجأة,أليس هذا تاريخ اليوم؟أنظر الي التاريخ الظاهر بالتليفون المحمول لأتأكد,انه تاريخ اليوم بالفعل.و لكن مهلا,هل بعد هذا التاريخ تنتهي صلاحية العلبة أم هذا هو اليوم الذي نلقي العلبة بما فيها في سلة القمامة؟حتي دون شفطة واحدة من ذلك العصير؟و الا ذهبنا بعد تجرعها مباشرة الي الرعاية المركزة أو مركز سموم؟
لماذا لم يحددوا؟كان يفضل أن يكونوا أكثر تحديدا,فيكتبوا مثلا "أخر يوم مسموح به شرب العصير يوم 23 مايو,تشرب قبل الساعة 9 مساءا"
ما هذه التخاريف؟و حتي ان كتبوا هذا,سيفكر شخص أقل ذكاءا مني في جملة"تشرب قبل الساعة 9 مساءا" و يكون رده"اشمعني بالليل,طب يحددوا نشرب من الساعة كام لكام!"
تشاغلت عن هذا التفكير بقراءة المكونات حتي اني انتهيت من قراءة كل ما هو مدون بالعلبة بما في ذلك الوزن"220 جرام",هل سيؤثر شرب 220 جرام من عصير منتهي الصلاحية علي؟حتي الأن تأثرت كثيرا منذ أن لامست العلبة أنامل أصابعي,حتي اني مازلت أفكر في تلك القضية المصيرية..."تو درينك أور نوت تو درينك؟,هذا هو الكويستشن"
نظرت الي العلبة متحديا,قد مررت بتحديات كثيرة أصعب من تلك التافهة,اذن فقد قررت أني سوف أشربها و لي أن أتحمل النتيجة,يكفي أني سوف أتذوق طعمها اللذيذ و سوف أشعر بالانتعاش حتي و ان تقيأت بعد ذلك,سأكون كسبت كثيرا و لن يكون القيء الا ثمن للاستمتاع بذلك المشروب.
مرت أختي من أمامي لتلحظ تلك العلبة و انا أحدق فيها فقامت بانتشال العلبة من حالة الملل التي وضعتها بفترة تفكيري و صمتي.و قامت بفتحها و تجرعها كلها,كل قطرة منها,كل فتفوتة خوخ,كل طعم لذيذ,أفرغت العلبة في جوفها دون عمل أي حساب لتوسلاتي,و أعادت العلبة فارغة الي مكانها أمامي,و كأنها تريحني مما شغل بالي عن المذاكرة كل هذه المدة.اطلت النظر للعلبة الفارغة,تخيلي بانها مازالت ممتلئة لن يعوضني ما فقدته من شعور بالانتعاش,قد فات الوقت يا ولدي...و تابعت باقي اليوم حالة أختي منتظرا أن تتقيأ.و لم تتقيأ.

2009/05/20

فش غل

في موقف ميكروباص
اجلس في هذا الميكروباص الفارغ منتظرا امتلاؤه قبل أن يهم بالتحرك,نظرت من الشباك باحثا عن شيء قد يدفع عني ملل الانتظار.لاحظت ذلك الرجل,يجلس علي الرصيف و مرصوص بجانبه عدد من الأكواب,في صفين و موقد مشتعل يعلوه ابريق,لاحظت الأكواب يقبع في قاعها طبقة شاي و طبقة سكر.خلفه راديو ترانزستور يذيع احدي قنوات الاف ام الشهيرة.نظرت لوجه الرجل المهموم,بدأت التجاعيد تخط فيه,و تظهر علي شعوره الرمادية مدي كبر سنه.سلم عليه أحد السائقين و جلس بجانبه,و كأنه كان منتظرا ما يكسر رتابة يومه,بدأ يشكو للسائق عن حاله,فما أن تنتهي امتحانات ابناؤه فيبدأ موسم الصيف ثم رمضان بمصاريفه و العيد بمصاريفه و يبدأ الأبناء يطالبون مرة أخري بمصاريف المدرسة مرة أخري.ثم يتسائل عن مدي تأثير "الأزمة اللي بيقولوا عليها" في رزقه,صحيح الرزق "بتاع ربنا,بس لازم نعمل حسابنا برده."ثم بدأ يتحدث عن كم ما يدفع من مال لرجال المرور اللي مبترحمشي ليتفادي غلاستهم,"ففلان فلوسه كاش و علان هداية غالية,بس ابو حسين محترم,مبيطلبش غير كانز البيبس كل يوم"
ثم مصير من لم يدفع من السائقين,سحب الرخصة.أنظر بملل الي الميكروباص النصف ممتلئ,ثم أرجع بنظري لهذا الرجل.يكف الرجل عن الكلام قليلا و يهم بالكلام فيبدأ اعلان في الراديو"عايز تسكن في فيلا أو شاليه علي البحر ؟بجنينة و بسين خاص؟و نادي اجتماعي و سبا و جيم؟و أوتيل 5 نجوم و ملاعب جولف؟و أكبر نافورة في مصر؟و تلفريك؟ادفع مقدم 10 في المية و الباقي علي 5 سنين".
بكل هدوء رفع الرجل غطاء الابريق و بحركة سريعة افرغ محتوي الابريق علي الراديو,لينهي حياة الراديو بنص عمر.فوجئ السائق بذلك و لم يتخطي رد فعله كلمة"ايه ده ايه ده ايه ده؟ليه كدة؟"
رد بكل برود"و ايه يعني راديو,بكام يعني؟مش احسن من اني افش غلي باني اقتل حد و لا اولع في فيلا؟غير انه مبيجيبش غير حرقة الدم,بعدين أدفع نص عمري تأبيده,في سبيل اني اعرف جابوا فلوس يبنوا بيها منين؟و انا مش لاقي لعيالي جهاز و سكن,و دول بيدوروا علي اكبر خازوق و لا نافورة في مصر؟يا أخي تولع دي بلد"
ثم وقف و ترك الراديو الضحية و السائق المفاجأ و ركب الميكروباص و قد امتلأ,ليدير محركه و يبدأ في القيادة.

من وحي خيال الكاتب,كفش غل
تم منتجة الحوار ليكون قابل للنشر

2009/05/12

يوم فانتازي,للذكري

للذكري الهباب
و ليالي العذاب
و النوم تحت الدولاب
شيكو و ريكو و بيكا
5/6/2000

نظرت لتلك الكلمات المكتوبة علي الحائط.تأملت التاريخ,قد فات علي كتابة هذه الجملة 9 سنوات.كيف تحولت حياة شيكو و ريكو و بيكا,هل تزوج منهم أحدا؟هل مازالوا أحياء؟أم مات أحدهم في حادث أليم؟لم تلك الأفكار المتشائمة؟قرأت كل كلمة مرة أخري كالمحقق الذي يحاول تفسير رسالة غامضة نقلها الزمان عبر ذلك الحائط القديم,"للذكري",اذن فهم كتبوا تلك الجملة لتذكرهم يوما ما بذلك اليوم,و قد يكون الملل هو الدافع الذي دفع أحدهم لكتابة تلك الجملة.لكني يمكنني جعل كل يوم ذكري,قررت أن أتخذ هذا اليوم كتجربة,لأكتب عن كل ما قد يحول اليوم ليوم مميز,فليكن يومي هذا "يوم فاتاسي" أو "يوم خيالي" و لأكتب ما يدفعني لأري هذا اليوم خيالي,دفعا للملل و كتجربة قد أخرج منها بنتيجة ما.

"يوم فانتاسي"
في الميكروباص
كنت أتابع الطريق من الشباك و نحن نقترب من محطة المترو,لفت نظري تلك السيارة النقل السوداء التي تحمل صهريج(تانك) أسود.تابعتها بلا اهتمام الي أن لمعت عيني علي عجلة زرقاء,تحمل فتي أفريقي السحنة بملابسه الداكنة,و كان يسابق تلك السيارة السوداء.و مرت السيارة و ظل الطفل يسابقها الي أن غابا عن نظري.و أنا أنزل من الميكروباص,رأيت الطفل متوقفا,مترقبا سيارة أخري ليسابقها.

في محطة المترو
وصل المترو باكرا فلم يلفت نظري سوي شخص يصعد المترو و هو يحمل اطار لوحة خشبي فارغ.تأملت الاطار بنقوشه,تخيلت صورة جميلة مرسومة بحرفية,لفتاة جميلة تحيك قماش,و هي في حديقة يقطعها جدول يعلوه كوبري خشبي,الي أن قطع خيالي صوت فتي ينادي"حد عايز نعناع هنا بنص؟",نظرت مرة أخري للاطار,لأجده فارغ مرة أخري.

أسفل مبني "عمارة"
زميل لنا يكتب ما يريد أن يقول في ورقة,و ظهرت التخمينات,فبالتأكيد هذا امتثال لأوامر دكتور الأسنان.استغل الزملاء ذلك في اغاظتة و اثارته,فهو لن يتخطي رد فعله تلك الورقة...بدأ أحد الزملاء بالاندماج في الحديث معه في المشروع و علا صوته,ناسيا,أن صديقنا ليس أصم,و كل ما جد أنه لن يتكلم لمدة قصيرة,و هو لم يفقد أو يضعف سمعه.

في الميني باص
صعدت علي السلالم و مشيت في الممر و انتقيت كرسي من الكراسي الفارغة و بعد قليل من الجلوس و الأنتخة,لمحت ذلك الدبدوب المعلق خلف منصة السائق,يتأرجح للخلف و الأمام.و بقليل من التدقيق,لاحظت في فم ذلك الدبدوب سيجارة.كم من أطفال الركاب رأي ذلك الدبدوب و كم لاحظ السيجارة و فكر في التدخين بعد ذلك مثل ذلك الدبدوب؟

في المترو خط حلوان
نظرت للكابينة التي ركبتها,و لاحظت تلك الظاهرة النادرة,فعدد الركاب قليل جدا,لا يوجد من يقف,بل ثلثي الكراسي فارغ,قررت عد الركاب قبل أن أنزل ليصل عددهم ل22 راكب فقط في عربة مترو واحدة.و بلمحة بسيطة للمترو و هو يتحرك,باقي العربات شبه فارغة.و في الأيام التالية كان أغلب الحديث عن ذلك اليوم الفانتاسي الذي تحول المترو فيه لشبه فارغ!
الأحد 3/5/2009

2009/05/04

رباعيات صاحي - كلام خفيف

ان طغي علي جلدي اللون الأزرق
لا تقلق علي فأنا أتنفس,لا أغرق
و لست أغير لوني بنفسي كالحرباء
لكنها كدمات من ألف فعل أخرق
و عجبي

لما يزيد عدد الأهداف
ببدأ أقلق,ببدأ أخاف
بتقل الدقة و يزيد التشتيت
و يبدأ يحتار المجداف
و أسفي

صحيح مات اديبنا جاهين
و كمان مات يوسف شاهين
لكن لسة برباعيات و أفلام
في كتبنا و شاشاتنا عايشين
و عجبي

يا طير في القفص,فتحت الباب
طرت و رجعت لكن ريشك شاب
غرد و قال كان نفسه في الحرية
بس خوفه من بكرة له ألف ناب
و عجبي

يا نيل فيك السمك و الغرق
في منك ارتوي و منك شرق
ليك الفيضان و ليك الجفاف
و ياما مركب فيك اتحرق
وعجبي

برغم كل الكوارث و المحن
و قلبي اللي بالغضب اتشحن
هتفضل بسمتي اسيرة وجهي
حتي لو الزمان فيا امتحن
و تحدي

امبارح ماضي,و بكرة جي
لكن انهاردة و دلوقت حي
الحق الحاضر قبل ما يمضي
وقتك بيمر,الحقه يا خي

ياما ناس حلمت بجنة
و ناس اتمنت تتهنا
كام فاق من حلمه يحققه
و كام هام في الحلم و غنا
و عجبي

2009/05/01

لذة طفولية

دوما كنت أتسائل عن تلك اللذة التي تتملك أخي الصغير حينما يأخذ كفاي ليغطي بهما أذنيه الصغيرين و يضغط بكفيه علي يدي و كأنهما سماعتين ينصت بهما لما تراودني من أفكار,كنت أتابع ابتسامته و نظرات عينيه المتأملة و كأنه يسمع أسراري.بل دفعني الفضول لوضع كفاي علي أذناي لأستمع لما يثير لذته,و أتعجب مما يسمعه أخي و لا أسمعه.أليس من الغريب ان يغطي شخص أذنيه بيديه ليسمع بدلا من أن يمنع الأصوات من الوصول لأذنيه؟ما زاد تساؤلاتي اصراره علي أن يجرب نفس العملية بوضع قدماي علي أذنيه,بالطبع لم أقدر علي الاستماع لقدماي,لكني حاولت جاهدا الاستماع لقدميه دون جدوي.
مرت الأيام و نسيت هذا الموضوع,الي أن جاءني صديقي الصغير ذو الشعر القصير الأشعث و هو يضع قطعة شيكولاتة مغلفة علي رأسه,فأعطاني قطعة الشيكولاتة و طلب مني أن أضعها علي ورم في رأسه نتج عن خبطة اتته من لهو عنيف.أخذتها منه و وضعتها علي رأسه بيدي اليسري و يدي اليمني علي صدره,لألحظ نبضات قلبه الصغير.أعترف بأني أول مرة أتحسس نبضات قلب شخص أخر...وضعتني تلك النبضات في حالة تأمل نادرة,فيدي علي قلب نقي صغير,ينبض بأمل يشرق الحاضر و المستقبل,تساءلت عن مصير ذلك القلب,من سيحب؟و كم سيخلص في حبه؟و من قد يجرح ذلك القلب؟تحولت نظراتي لخليط من الحيرة و التأمل,و علت وجهي بسمة خفية,شعرت أخيراباللذة,تلك اللذة الطفولية التي لا تحتاج لتفسير أو تحليل,لأنها ببساطة,لذة طفولية