أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2009/10/25

شهر ديسمبر 2009 لنصرة الحبيب

أدعو كل المسلمين الأعضاء علي موقع الفيسبوك و كل المنتديات المشاركة
لنصرة الرسول عليه الصلاة و السلام
في شهر ديسمبر2009

هالني تلك المقاطعة البلهاء التي نظمها البعض و انساق خلفها البعض خلف شعارات رنانة,أهكذا ينصرون الحبيب المصطفي؟أبمقاطعة موقع؟و لكم يوم؟يوم؟أم ثلاثة؟

و الأدهي أنهم يحثون الناس علي ألا يدخلوا الموقع فيقولوا ما معناه
"اعتبر انهاردة ماتش مصر و لا كابل النت قطع,شايت مع صحابك,العب في مواقع جيمز"
و يظنون أن هكذا ينصرون الرسول

لما لا نجعل شهر ديسمبر القادم فرصة حقيقية لنصرة الرسول؟
لتكن خاتمة عام هجري و اشراقة عام هجري جديد


كيف تنصر رسولك في شهر ديسمبر؟
فلندخل جميعا كمسلمين لموقع الفيسبوك و لننشر في كل مكان المواقع التي تظهر الوجه الحقيقي للرسول و الاسلام,لتعريف غير المسلمين بحقيقة خاتم النبيين و دين الاسلام
تخيل عدد المسلمين حينئذ و عدد المنشور من رسائل خاصة/رسائل حائط/مجموعات/ حينما يرسل كل مسلم 5 رسائل كل ساعة يوميا,كم من غير المسلمين سيعرف ما هو الاسلام و كم منهم قد يهديه الله ليسلم؟
بالطبع سندخل في نقاشات لنصحح لدي غير المسلمين من سوء فهم.

2009/10/19

ما تيجي نلعب؟(1)ء

يذهب الي سريره نصف نائم,يرتمي عليه بكامل بدلته كسكير يقذف بنفسه من أخر طابق,ذراعه لم تنس أن تتجه صوب المنبه لتضغط علي الزر أوتوماتيكيا,فغدا سيستيقظ مثل اليوم تماما,و قد ينتهي بنفس النهاية البائسة التي ينتهي بها كل يوم.ها قد غط في نوم عميق,كالطفل تماما,الا صوت الشخير هذا,انه يرتفع حينا و يصمت حينا,و كأنها ألة كمان تقطعت أوتارها فاحتك خشب العصا بخشب الكمان ذهابا و مجيئا.

فلنغير قليلا من سيناريو هذا الرجل قليلا,من باب التغيير و كسر الروتين.ها هو يتقلب,و تتحرك ذراعه بعشوائية فتصدم المنبه.يسقط المنبه علي الأرض,فيكف عن الشخير ثم يصدر صوتا منخفضا ثم يتثاءب و يرجع لهدوء ما قبل الشخير.و بالتأكيد,عقارب الثواني توقفت.

يمر الوقت سريعا فيستيقظ الرجل متثاقلا,في غرفته التي قد أنارها ضوء النهار.فينظر صوب المنبه فلا يجده,فيرفع ذراعه و ينظر لساعة يده بعينيه الناعسين,ثم يدعك عينيه و يدقق,فتتسع عيناه من المفاجأة.انها الظهيرة,و كأن جسده قد قرر استغلال توقف المنبه ليأخذ راحته التي افتقدها لأسابيع كثيرة.

يبحث عن محموله في جيبه فيخرجه ليجده خالي البطارية,فاقد الوعي مثله بالأمس.اذن فهو في مأزق محقق,يرفع سماعة التليفون أثناء خلعة القميص,و ينقر أزرار التليفون و يكمل خلع القميص منتظرا رد الطرف الأخر,ثم يخلح بنطاله فيرد الطرف الأخر
هو:صباح الخير يا افندم.
الأخر:............
ء
هو:أسف مساء الخير يا أفندم.أنا أسف و الله
الأخر:............ء
هو:لسة صاحي؟لا يا افندم أنا بس(يعض شفته السفلي) أنا بس جاتني حالة طارئة يا أفندم
الأخر:............ء
هو:ممكن انهاردة أخد أجازة مرضية؟
الأخر:............ء
هو:أصل أخويا تعب و دخل المستشفي و غالبا مش هقدر أجي.
الأخر:............ء
هو:أنا حضرتك هاجي الفترة التانية.
الأخر:............ء
هو:لا يا أفندم,مفيش مشاكل والله,أقدر أجي.
الأخر:............ء
هو:الله يخليك يا أفندم,و بكرة ان شاء الله هاجي
الأخر:............ء
هو:الله يسلمك يا أفندم,سلام يا أفندم,سلام يا أفندم,سلام.
يغلق السماعة ثم يقول لنفسه"أما انا طلعت كداب بشكل!أديني خدتها أجازة انهاردة مدفوعة الأجر,أعمل ايه بقي؟"
ثم يلاحظ نفسه في المرآة شبه عار فيضحك و يبحث عن قميص نظيف و مكوي فيرتديه و يرتدي بنطالا جديدا.قد قرر ألا يقضي اليوم في حجرة كما هو معتاد علي حجرة مكتبه كمحاسب في البنك.بل و قرر ترك هاتفه المحمول في المنزل ليشحن,و ان لم يكن هذا باختياره.

خرج من المنزل,ليجد الضوء أشد من المعتاد,انه ضوء الظهيرة الذي لم يشهده الا نادرا,فهو اعتاد علي ضوء الفجر و الليل في هذا الشارع,حتي أنه لا يذكر ان شهد هذا المكان في أي وقت أخر.حتي أيام الأجازات كان يقضيها ملقي علي الكنبة يقلب في القنوات بحثا عما قد يلفت نظره ليقضيه وقته في الراحة الجسدية و العقلية,لكن اليوم لم يكن مثل أي يوم,بفضل تدخلي.

ها هو مازال يحك ذقنه أمام بوابة العمارة حتي أن البواب قد سأله ان كان نسي شيءا أم فقد شيءا.رد بابتسامة ساخرة انه افتقد شيءا و شكره علي اهتمامه.

فكر في أن بداية كل رحلة تبدأ بخطوة في أي اتجاه,حتي و ان كانت في الاتجاه الخاطئ,و لكن لا ضير في أن يفعل أي شيء خاطئ الأن,فهو ليس مرتبط بميعاد تسليم أو محكوم بأوامر مديره أو عملائه,هو مدير نفسه الأن,أو لنقل هو عميل نفسه,فأي قرار سيتخذه في هذا اليوم,هو الذي سيحاسب نفسه عليه,لكن و لماذا يحاسب نفسه من الأساس؟

اختار أن يمشي الي محطة المترو,صحيح هذا ما فعله كل أيام العمل طوال 5 سنوات,لكنه لا يمكنه أن يمتنع عن تلك العادة في هذا اليوم,فهذا المترو و ان كان وسيلة مواصلات مملة لبعض الناس الا أنه بمثابة البيت الثالث له بعد مكان عمله و منزله.

ها هو يستقل المترو,شبه فارغ,علي غير العادة.توقف بالمحطة التي اعتاد أن ينزل فيها لعمله,هم بالوقوف لكنه تذكر أنها ليست وجهته,شعر بأن جسده يطاوعه في نزهته رغم عدم اعتياده عليها.اختار رقما و قرر أن ينزل بعد أن يمر علي هذا الرقم من المحطات,بدأ يشعر بالفخر من عفويته غير المعتادة.لم يفكر في التظر الي لوحة خط المترو ليري أي محطة سينزل,فقط ظل يعد المحطات التي يمر بها حتي وصل لرقم 6 و هبط الي المحطة.

نزل من المترو ليلاقي نسيم خفيف,يشبه ذلك الذي قد يلاقيه عند خروجه من عمارته في الفجر عند ذهابه لعمله,لكنه حمل معه ذكريات جميلة,فتلك المحطة كانت في يوم من الأيام ملتقاه مع صديقه الحميم.

بحث لاهفا عن الكرسيين الذين كانا يجلسان عليهما لتبادل القصص و القفشات.ها هما قد حل محلهم كرسيان أحمران.لكن من هذا الذي يجلس علي الكرسي؟انه صديقه الحميم ساهما,و كأنه ينتظره كل هذه السنين علي كرسيه,حاجزا له كرسيه بحقيبة جلدية سوداء.

"يا ابن ال... انت هنا؟"ء اقترب منه و ربت علي كتفه فنظر صديقه له غير مباليا,ثم اتسعت عيناه و بدي علي وجهه ابتسامة,تلك الابتسامة التي افتقدها كثيرا.دمعت عيناهما معا و ظلا لبرهة متسمرين كالتماثيل التذكارية.ظلا مستمتعين بالتسمر,فقد منحتهم تلك اللحظة فرصة لاسترجاع كل ما كان.استرجعا الزمان و المكان.وقف صديقه ليحتضنه ,بل اعتصره.بدأ صديقه يشير بيديه بلغة الاشارة,سريعا كمن يصارع الزمن بعد أن فاته الكثير ليحدثه له.

أشار له الرجل كي يتمهل قليلا,فقد أصبحت لغة الاشارة صدئة,حيث لم يتحدث بها الا مرة واحدة مع عميل خلال سنوات عديدة.

هو:بالراحة علي أنا ناسي شوية اشارات,بقالي كتير متكلمتش بالاشارة
صديقه:مانت ندل,كل المدة دي و لا بشوفك!
هو:أعذرني,أنت عارف المشاغل,دايما بتاخد الأحباب من بعض,بس أحيانا الحظ بيجمعنا سوا
صديقه:ما قلنا مفيش حظ,في قدر
يبتسم لصديقه,فقد تذكر تلك المناقشات التي كانوا يدخلون فيها لساعات.و كم كان يجادل صديقه في ما قد يسميه بالمنطق و الفلسفة و علم النفس الاتي كان يحب التحدث فيهم برغم افتقاره للكتب في تلك المجالات.
صديقه:شكلك اتغير كتير,شكلك مش مبسوط
هو:بالعكس أنا انهارده مبسوط جدا اني شوفتك,و لازم نتقابل كتير.
صديقه:ما تضحكش علي,أنت متضايق من حاجة,بعدين لو علي المقابلة,أنا شايف ان من الصحي اننا مش نتقابل كتير.
هو:ما تقلقش جنان زمان معادش يأثر في,أنا بقيت مجنون رسمي,مجنون شغل
صديقه:تقصد حمار شغل
يضحكان فتتلاشي ضحكتهم في أنحاء المحطة.ثم يضع صديقه يده علي ظهره و يربت عليه,فيسند بطلنا رأسه بيديه و يغمض عينيه الحزينتين.ثم يشير"فقدت معني الحياة بعد أن صرت ألة,مثلي مثل ألة النسخ,كل الفرق أني لا أبات في مكتبي."ء
فيرد صديقه"تريد أن تيقظ الروح بداخلك,ادراكك للمشكلة مؤشر جيد للحاجة للبحث عن حل"ء
هو"و ما الحل,في رأيك؟"ء
صديقه"أنظر لمن حولك,تجد الحل"ء
ينظر فجأة لمن ينتظروا المترو من حوله,و كأنه يلحظهم لأول مرة,فيجد من يمشي بجانب زوجته و يحمل طفلا
هو"أتجوز؟"ء
صديقه"ههههه,لا تتسرع يا سخيف"ء
يعيد النظر فيمن حوله كأنه محقق يتفحص المتهمين ليحدد من فيهم المجرم.
صديقه"أشر ليه ما تراه"ء
هو"مجرد ناس,هذا رجل عجوز يمشي ببطء,قد أرهقه الزمن,و هاتان سيدتان,قد يكونا أختين أو صديقتين,هذا عسكري محطة المترو,يقف بلا مبالاه منتظرا نهاية فترة عمله."ء
صديقه"دعني أترجم لك ما قلت,بنظرتي أنا,ذلك الرجل العجوز,خرج من منزله,يتحدي سنه و ارهاقه ليخرج منه باحثا عن غد جديد,متناسيا كل ما مضي من ألم و أسي,يصبر علي الزمن حتي يلاقي نحبه,و تلك السيدتين,مثلنا,صديقتان,مازالا معا برغم مرور الزمن,و ذلك العسكري قد تجده يفكر في مستقبل من ينتظرونه في المنزل,و قد تجده يعمل في وظيفة أخري ليوفر المال لهم.,و برغم ذلك يصبر و لا يتزمر."
هو"لكنك تعلم أني لم أتركك,أنت من اختفي فجأة"
صديقه"كل منا له مساره,و قد تتشابه المسارات و قد تتقاطع و لكن في الغالب تنفصل,و هذا الانفصال حتمي,فدوام الحال من المحال"
هو"و لكن لا يوجد محال"
صديقه"لا يوجد لا يوجد,أتري هذا؟الكلمة تناقض نفسها لتأكد أن لكل قاعدة شواذ,و هذا يؤكد وجود ما هو محال,المحال هو حدود قدراتك,و أنت من يحددها."
هو:و في رأيك هل في حدود قدراتي أن أكون مثل البشر؟
صديقه:و لم تريد أن تكون مثلهم؟يمكنك اظهار ما دخل في غيبوبة بداخلك.يمكن أن توقظه من جديد,و دع كونك ألة موقوتا,ينتهي توقيته بخروجك من باب مبني عملك.ابحث عن مواهبك و هواياتك القديمة,إسترجع قدراتك في الحديث بالاشارة بل استغلها فيما فيه النفع لغيرك.
هنا بدأ يلاحظ رجلنا أن أغلب الركاب المنتظرين برصيف المترو يحدقون فيه هو فقط,و كأنهم ينظرون لمخلوق فضائي....نظر لملابسه و يديه,ثم نظر لصديقه ليسأله عن سبب نظر الناس له بتلك التساؤلات,ليكتشف أن صديقه عاد لذاكرته كما كان,حينئذ تذكر صديقه العزيز,و سبب طول الغياب.فقد فصلهم القدر بحادث أليم أصاب صديقه الأصم,الذي لم يسمع صوت نلك السيارة المسرعة تجاهه و لا صرخات الناس لتنبيهه....أهكذا تنتهي قصة اليوم؟