أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2009/09/18

قصة سبحة خشبية

من الغريب أن لكل شيء قدر,مثل الانسان,فالله قدر لكل مخلوق قدره,و لكن أن أري قدر سبحة,فهذا شيء عجيب.

لم أكن أري للجماد سوي أن تظل تمر عليها السنين حتي يأتي اليوم الذي تنكسر فيه,فتحفة كريستال تتخطي الثمانين عاما ثم تسقط من يدي لتتكسر,بندقية لعبة عمرها أقل من عام أجلس عليها فتنكسر,هذا هو قدر الأشياء.

كنت أمشي في احدي الشوارع المظلمة بلا هدف,أتمشي ببطء لأضيع بعض الوقت ,حيث ان الوقت باكر جدا علي ميعاد التقائي بصديقي و أقاربه.لم أكن أهتم بخطة صديقي للخروجة,يكفيني أني سأخرج عن روتيني,و ان كان روتيني أن أري من أحب كل يوم,لكن الانسان دائما في حاجة الي كسر الروتين.

ها انا اتمشي,بلا شيء حقا ليشغل بالي,الي أن وجدت تلك السبحة ذات الخرز الخشب العتيق.أمسكتها بين أصابعي,لا أدري ان كان هذا ترابا أم أنها مغطاه بذرات خشب من اثر احتكاك سطحها بالزمن.لا أدري ان كانت معلقة علي مراّه سيارة فقدت علي بريقها أشعة الشمس أم كانت في يد مجعدة لشيخ عجوز,لا أدري كيف ساقها قدرها لأن ترسي علي ذاك الشارع المرصوف.

مسكتها حائرا في مصيرها,فأنا أريد أن أضعها في مكان أفضل,أو لنقل,أريد أن أتخلص منها,لكن لا أدري كيف.وضعتها في جيبي عسي أن أجد خلاصها.قابلت صديقي و أقاربه أصدقائي,في وسط البلد و انطلقنا في رحلة نيلية,طرأ علي أن ألقيها في النيل,لكني تذكرت أنها ستطفوا,فهي سبحة خشب,تخيلت السبحة تسبح بلا هدف مثلي حين وجدتها.لم أرضي لسبحتي هذا المصير.

ذهبنا لتناول السحور باحدي المطاعم الشعبية بالسيدة زينب ثم انطلقنا لمسجد الحسين لنصلي العشاء,و انتظرنا الفجر حتي أذن و نودي لصلاته فصلينا,بالطبع شعور لا يوصف في مسجد من أبهي مساجد مصر,فحين وضعت رأسي علي الأرض و نظرت لأعلي,نظرت لتلك المصابيح,تلمع كأنها نجوم قريبة,تضئ الكون من حولها,هممنا بالرحيل,ارتديت حذائي لكني تذكرت السبحة.

بالفعل لا يوجد أفضل من هذا المكان لتسكن فيه,الي جانب المصاحف و في أيدي المسبحين في هذا المسجد العتيق.رجعت للداخل و تركتها,ها أنت,قدرك أن تأتي لنظري,لتقضي ما بقي من رمضان في مسجد الحسين,و قدري أن أجد فيكي الأمل,فيما قدره الله لي,فشكرا لكي,يا سبحتي الخشبية.

و رمضان كريم