أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2010/10/22

قصيدة ثوار

يا ماركيز البلاد
كيف تَصْلِبُ سالِبَ حَقِهِ مِنكَ و أنتَ سَالِبُهُ مِنْهُ؟
كيف تَنهَرُ نَهرَ البِلادِ و رِوَاؤكَ لا يَستَغنىَ عَنْهُ؟
كيف تُدينُ مَن شقَهُ سُلطَانَكَ و تَقُولُ أنَكَ لا تُهِنْهُ؟
كيف تُحَاكِمُ مَن ضَاقَهُ رِقَهُ و تَقُولُ أنَكَ لا تُشِنْهُ؟
كَم مِن مَرَةٍ شَكى شُحَ خُبزَهُ وَ لَكِن رَدَكَ لَم يُعِنْهُ؟
كَم مِن مَرَةٍ كَتًمَ حُنْقَهُ و لِسَانُهُ في السِرِ لا يُعلِنْهُ؟
كَم مِن هَمٍ أحرَقَهُ و يذْكِيهُ لَهِيبُ وَقُودِكَ يُشْحِنْهُ؟
كَم عَلَت أسُوارُ قَصْرِكَ و لَكِن ضِدَ كَم مَنْ تُؤَمِنْهُ؟


يا ماركيز البلاد
زادَكَ ثَرَاؤُكَ طُغيَانَاً و سَلِبَنَا الكَرَامَةَ و القيمَة
زادَكَ سُلطَانُكَ مَكاناً و أرجَعَنا للمَهَانَةِ القَدِيمَة
زادَكَ قَصرُكَ هَيبَةً و زَادَ بِلادَكَ مَنَازِلَ عَدِيمَة
زادَكَ غُرُوراً نَاسِياً أنَ لِكُلِ ظَالِمِ نِهَايَةٌ وَخِيمَة
زادَكَ اِنشِغَالاً عَنْا و زَادَنا بُغْضْاً و قِلَةَ عَزِيمَة
زادَكَ تَحقِيراً لَنَا و لِقِيمَتِنَا و لِخَدَمَاتِنَا العِظِيمَة
زادَكَ ثِقَةً في يَأسِنَا و ذُلِ بَأسِنَا و ذُلِ الشَكِيمَة
زادَكَ زادَاً مِن كُلِ طَيِبَاتٍ و سَلِبَنَا بَلَدَاً رَحِيمَة


يا ماركيز البلاد
أظلَمتُمَ البِلادَ و احتَكَرتُم لأنفُسِكُم كُلَ شُعَاع
أصبَحتُم أرِيستُوكراتاً و بَقِيَتُنا مُجَرَدُ رِعَاع
أصبَحُتم بِقِلَتِكُم طَبَقَةً عُليَا و بَقِيَتُنا في القاع
نِمتُم بُطُونُكُم مُتخَمَةً و بَقِيَتُنا لا نَنَم الا جِيَاع
بَكَى أطفَالُنَا جُوعَاً و تَقَلَبنا مِن آلامِ الضَيَاع
كَم مِن حَوَادِثَكُم سَبَقَتنا بالمَوُتِ قَبلَ الوَدَاع
لَيتَكُم تَذُوقُوا مِنهَا مَا يَشطُرُكُم حَتىَ النُخَاع
و لَن يَكفِيكُم هَذَا لِتَذُوقُوا آلامَ هُزَلِ الضِبَاع


يا ماركيز البلاد
مَرحَا فَقَد حَلَ عَهدُ اِبَادَةِ أمثَالِكَ حَرقَا
و ما يَتَبَقى مِن جُثَثِكُم فَسَيَذُوبُ غَرقَا
فَقَد شَهَدَتكُم أَنهُرُ البِلادِ غَربَا و شَرقَا
و لا يَحِلُ لَكُم سِوىَ قَطعَ الرِقَابِ شَقَا
و لا يَحِلُ لِجُثَثِكُم سِوىَ بالطوبِ رَشقَا
و لا يَحِلُ لِوُجُوهِكُم سِوىَ الغَسلَ بَصقَا
فلنُبِيدَكُم جَمِيعَا لِنُحدِثَ لِغَدِ البِلادِ فَرقَا
فَاتَ أَوَانُ أن نَتَصَبَبَ للشَيَاطِينِ عَرَقَا


يا ماركيز البلاد
سَنُزيدُ البِلادَ أَنهَاراً حَمرَاء
لَونُ مَا قَلَّت أَثمَانُه مِن دِمَاء
لا بَل عَلا ثَمَنِي اِلَى السَمَاء
و كَادَ يُلَامِسُ سُحُبَ الشِتَاء
و سَيَنتَهى عَهدُكَ شَرَ اِنتِهَاء
فَحَانَ بَعدَ حِيناً وَقتُ الجَزَاء
و حَانَ مِن سِنينِ قَتلُ البَلَاء
فلِنُلَبِيَ لِلحُرِيَةِ صَوُتُ النِدَاء


يا ماركيز البلاد
لَن نَجِدَ لَنَا لِلحُرِيَةِ بَدِيل
لَن نَجِدَ لَنَا لِلعَدَالَةِ مَثِيل
نَحنُ لِلمُسَاوَاةِ خَيرُ مُعِيل
سَنُكسِرَ بِعِزِنَا المُستَحِيل
سَنَقتِلَ بِبَطشِنا ألفَ قَتِيل
لِنَجمَعَ الحَطَبَ فِي أَكَالِيل
حانَ وَقتُ اشعالِ الفِتِيلِ
لتَتَكسرَ أغلالُ الباستيلِ