أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2009/05/23

مشروب زبادي

اتصبب عرقا غزيرا,فأمسحه عن وجهي لأتابع القراءة و لكن هيهات أن أخرج الحر و العرق و الظمأ و الحاجة في الارتواء عن بالي.فقد احتل هؤلاء عقلي,نظرت الي الشباك المفتوح راجيا أن يؤتيني نسيما عليلا يغمرني بنشوة الانتعاش و لكني أحسه شباك مغلق في احدي غرف الساونا.انهض تاركا القلم يسقط من يدي المبتلة من العرق و أذهب الي المطبخ,قاصدا باب الأمل,أفتح باب الثلاجة.أفتش هنا و هناك.ألمح ذلك الدرج فأقرر فتحه لأجد علبة مشروب زبادي بطعم الخوخ.كانوا ثلاث علب و قد شربت احداهم منذ فترة,و قد عجبني طعمها.أنتشلتها من وحدتها في الدرج و أغلقت الدرج و باب الثلاجة و رجعت الي مجلسي.و كعادتي حينما أشتري عصير معلب,أنظر الي تاريخ الانتهاء تحسبا.و كانت المفاجأة,أليس هذا تاريخ اليوم؟أنظر الي التاريخ الظاهر بالتليفون المحمول لأتأكد,انه تاريخ اليوم بالفعل.و لكن مهلا,هل بعد هذا التاريخ تنتهي صلاحية العلبة أم هذا هو اليوم الذي نلقي العلبة بما فيها في سلة القمامة؟حتي دون شفطة واحدة من ذلك العصير؟و الا ذهبنا بعد تجرعها مباشرة الي الرعاية المركزة أو مركز سموم؟
لماذا لم يحددوا؟كان يفضل أن يكونوا أكثر تحديدا,فيكتبوا مثلا "أخر يوم مسموح به شرب العصير يوم 23 مايو,تشرب قبل الساعة 9 مساءا"
ما هذه التخاريف؟و حتي ان كتبوا هذا,سيفكر شخص أقل ذكاءا مني في جملة"تشرب قبل الساعة 9 مساءا" و يكون رده"اشمعني بالليل,طب يحددوا نشرب من الساعة كام لكام!"
تشاغلت عن هذا التفكير بقراءة المكونات حتي اني انتهيت من قراءة كل ما هو مدون بالعلبة بما في ذلك الوزن"220 جرام",هل سيؤثر شرب 220 جرام من عصير منتهي الصلاحية علي؟حتي الأن تأثرت كثيرا منذ أن لامست العلبة أنامل أصابعي,حتي اني مازلت أفكر في تلك القضية المصيرية..."تو درينك أور نوت تو درينك؟,هذا هو الكويستشن"
نظرت الي العلبة متحديا,قد مررت بتحديات كثيرة أصعب من تلك التافهة,اذن فقد قررت أني سوف أشربها و لي أن أتحمل النتيجة,يكفي أني سوف أتذوق طعمها اللذيذ و سوف أشعر بالانتعاش حتي و ان تقيأت بعد ذلك,سأكون كسبت كثيرا و لن يكون القيء الا ثمن للاستمتاع بذلك المشروب.
مرت أختي من أمامي لتلحظ تلك العلبة و انا أحدق فيها فقامت بانتشال العلبة من حالة الملل التي وضعتها بفترة تفكيري و صمتي.و قامت بفتحها و تجرعها كلها,كل قطرة منها,كل فتفوتة خوخ,كل طعم لذيذ,أفرغت العلبة في جوفها دون عمل أي حساب لتوسلاتي,و أعادت العلبة فارغة الي مكانها أمامي,و كأنها تريحني مما شغل بالي عن المذاكرة كل هذه المدة.اطلت النظر للعلبة الفارغة,تخيلي بانها مازالت ممتلئة لن يعوضني ما فقدته من شعور بالانتعاش,قد فات الوقت يا ولدي...و تابعت باقي اليوم حالة أختي منتظرا أن تتقيأ.و لم تتقيأ.

1 comment:

اشراقة روح said...

هو ده جزاء التردد يا ابو اسلاام...خدت قرار شايفه صح..نفذه.. علبة زبادو.. أقصد الفرصة مابتجيش غير مرة واحدة