أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2011/04/03

صاحي نائم حتى إشعار أخر


فلأكن لمرة واحدة ذلك النمط من البشر الأناني و لأخرج عن العادة و لو لمرة واحدة,و لأكن سلبي الطاقة,فإن كنت تحرص على نفسك و تخاف أن تنتقل لك الطاقة السلبية فلتتفضل مشكورا خارج هذا المقال,أما إذا كنت من هواة التلذذ بالألم أو تتقبل جرعة من الطاقة السلبية في سبيل كشف الغطاء عما أمر به,فلا تلومن إلا نفسك.لا تنتظر مني أن أعتذر,فتلك فضيلة مللتها و لا يملكها من هو أناني و أنا كما استهللت كلامي أنوي أن أكون أنانيا و لو لمرة واحدة,فلأكن أناني أنانية صحيحة,مثلي كمثل من مرض من دخان السجائر و حين تقيأ تقيأ على رداء من كان يشربها,كنوع من رد الجميل.أنا الأن هرمت روحي و إن لم تتغير ملامحي.


كنت أنوي عنونة ذلك المقال بإسم أفضل و أوقع يوضح ما أريد أن أقوله في هذا المقال مثل"لماذا هذا الإكتئاب" لكن أنا لم أنوي كتابة هذا المقال من باب جذب الشفقة لي,فهل تجدي نفعا نظرة الشفقة التي يرمقها الناس لمن فقد ذراعه أو قدمه؟أم هي تزيده شفقة على نفسه و تزيده ألام نفسية تفوق ألامه الجسدية؟كما أني لم أنوي كتابته بحثا لمن يداويني...فهل يستطيب المصاب بالكلام؟قد أكون أوجه هذا المقال لذاتي أو لقَدَري...كمؤشر لما أمر به ...فما أمر به ليس سوى وليد لحظات متراكمة أتت عليها القشة القاصمة لظهر البعير,و إن زادت حجم القشة كثيرا تلك المرة.لي منطق غريب في الفضفضة,فإن كنت تمر بمشاكل,فإما أن تكتمها و تغلق عليها باب قلبك فتزيد هما و حزنا,و إما أن تشاركها أصدقائك فتزيدهم هما و حزنا,بل سيقومون بأخذ دورهم من بعدك في سرد مشاكلهم فتزيدك هموما على همك و أحزانا على حزنك.لذا قررت أن أتبع أسلوبا مختلف هو أن أشارك بأنانية,فيكفيني ما في.


كما أني جربت عدة أساليب لأتفادى الإكتئاب...فإن إتبعت الحديث "تفاءلوا خيرا تجدوه";تتوقع ما هو الأفضل الذي تأمل أن يحدث و لكن بطبيعة الحال يحدث ما هو أقل فضلا فقد يصيبك الحزن على عدم تحقق ما أملت,و إن قررت أن تتوقع الأسوأ دوما فلن يأتيك ما هو أسوأ مما تتوقع و دوما ستجد الأفضل من توقعك يحدث فتشعر بأنك أفضل حالا...لكن على المدى البعيد تشعر بالهم و الكرب لرؤيتك السوداوية للعالم حولك.لكني حين تم إعتقالي يوم 25 يناير الذى لم أكن أتوقع أبدا أن يحدث و لم أكن قادرا على التنبؤ لما قد يحدث لي,فتفاديا للإكتئاب اتبعت أسلوبا مختلف تماما و هو عدم إعطاء عقلي فرصة ليتنبأ بما قد يحدث لا تفاؤلا و لا تشاؤما...فحينما حجزت بعربية الترحيلات وجدتني أسلم على دكتور بجامعة القاهرة و أحدثه أني فخور بأني أعتقلت معه بنفس العربة و كأني معتوها...فمن في موقف كهذا يسلم على من حوله و يعقد الصداقات ويتحدث عن ما يفضله من أفلام أجنبية الا اذا كان يحاول الهروب من الواقع بحجة أن ما أنا فيه مرحلة ستفوت بحلوها و مرها و يجب ألا أخرج منها مريضا أو مهموما.و برغم نجاح تلك السياسة التي سأسميها البلادة و البلاهة المقصودة بعدم التفكير في ما هو أت لا أملا و لا متألما الا أنها أثبتت فشلها بتحولي لما يشبه بالألة التي لم تعد تفكر سوى بإتمام ما هي تقوم به من عمل دون أدنى أمل في أن تحصل على ما هي تستحقه أكثر.أصبحت مثل الضفدع الثاني في قصة تجربة الضفادع.


فقد قرأت من قبل عن عالم وضع ضفدعا في إناء مملوء بالمياه الساخنة فقفز الضفدع متألما من لسعة حرارة الماء,و حين وضع العالم ضفدعا أخر في إناء ماء بارد و ظل يزيد من درجة حرارة المياه,ظل الضفدع قابعا مستسلما حتى وصلت المياه لدرجة الغليان و ذلك الضفدع قابع مستسلم.هكذا كنت,فلو كنت أتوقع أني سأتحول لضفدع ميت في حساء بطعمي لما تقبلت تلك النهاية,الا أنها متلازمة ستوكهولم اللعينة,فأتصورني الجلاد و أنا الضحية فأنا لو كان لي أن أفعل ما أريد لما ذهبت,و لكنه واجب..واجب حملت نفسي به الى أن ينتهي دوري.هذا إن كان حقا لي دور.


فما الحل إذن,و أنا أطالب بعدم إبداء الشفقة كي لا تزيد الطين بلا؟و أقوم بغلق وسائل الإتصال؟أنا لا أفرض سوى أمرا واقعا,أحدثكم عما بداخلي و أنا لا أنتظر الرد,فكوني أنانيا نافخا للكير,لا أتصور ردا فعلا إيجابيا على مقال يحمل طاقة سلبية كهذه,بل إني حائر فقد فشلت سياساتي الدافعة للإكتئاب,فهل أتفاءل أم أتشاءم أم لا أفكر في ردود الفعل؟و كيف لي أن أختار دربا و النهاية واحدة؟قد يكون هذا أول مقال أكتبه و كأنه أخر مقال تسطره يدي,و قد يكون فعلا أخر مقال.لكني و في هذه الحالة,أعلن التنحي عن مدونتي و صفحتي و هاتفي المحمول,و عدم الإنضمام للجماهير,و كل نشاط سوى ما قمت بالإرتباط به قبل ذلك...فذلك رغم حالتي واجب حملت نفسي به,و كلمة تحسب علي,فسأظل أعمل كالألة و إن تأثر عملي فلا تلومن إلا أنفسكم.

No comments: