أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2011/09/09

ما تيجي نلعب؟(2)ء

يذهب الي سريره نصف نائم,يرتمي عليه بكامل بذلته كسكير يقذف بنفسه من أخرطابق,ذراعه لا تنسي أن تتجه صوب المنبه ليضغط علي الزر,فغدا سيستيقظ مثل اليوم تماما,و قد ينتهي بنفس النهاية البائسة التي ينتهي بها كل يوم.ها قد غط في نوم عميق,كالطفل تماما,الا صوت الشخير هذا,انه يرتفع حينا و يصمت حينا,و كأنها ألة كمان تقطعت أوتارها فاحتك خشب العصا بالخشب مرواحا و مجيئا.
أنا لن أدع يده تصتدم بالمنبه كالمرة السابقة...فأنا لم يعجبني ذلك السيناريو الذي مر به...فمن غير المنطقي أن يفكر بطلنا هذا في الخروج من المنزل حينما يتحول يوم عمله إلى أجازة...فمن أين قد تأتي له فكرة غير الإسترخاء بلامبالاة على أريكة الصالة حاملا جهاز التحكم أمام التلفاز؟دعوني أرى من جديد البداية التقليدية و لأزرع عقدته في مكان عمله...
ها هو يتقلب,و تتحرك ذراعه بعشوائية دون أن تلمس المنبه!بعد عدة دقائق و مئات من دقات عقرب الثواني الرتيبة,يستيقظ المنبه فجرس منتظم يسبب ما يكفي من إزعاج ليوقظ أثقل الرجال نوما كرجلنا هذا.بعد فترة لا بأس بها من الرنين المزعج,يكف هذا الرجل النائم عن الشخير ثم يصدر صوتا منخفضا ثم يتثاءب.يفوق و تتحرك ذراعه أوتوماتيكيا صوب زر بخلف المنبه ليخرسه.ثم يعتدل في مجلسه.يبحث عن محموله في جيبه فيخرجه ليجده شبه خالي البطارية ,فاقد الوعي مثله بالأمس.يهرش في رأسه و يمسح وجهه كمن يزيل عنه التراب. ينظر لساعة يده بعينيه الناعستين,ثم يدعك عينيه و يدقق,ثم يترك ذراعه تسقط على حجره.ها هو ذا قد أفيق ليومه الروتيني.لم ينس وضح محموله في شاحنه.ها هو يبدأ الطقوس اليومية من زحف بالقدمين للحمام,غسل الوجه و الأسنان,خلع لمبلابس الأمس و إرتداء لملابس اليوم...فهو قد فقد وعيه من الإرهاق بالأمس قبل أن يغير ملابسه قبل النوم,ثم يذهب لصب كوب شاي و تناول شطيرة مربى  أثناء قراءته لعناوين أخبار الجريدة.
يخرج  من شقته التي أصبحت كغرفة في فندق رخيص أو هكذا يعاملها.يستقل المترو الى محطته المعتادة يتشاغل فيه واقفا أو جالسا في قراءة الجريدة...و محاولة فك شفرات الكلمات المتقاطعة.يرمق حظه اليوم في فقرة الأبراج...أملا في أن تتحقق يوما  ما تلك التنبؤات التنجيمية الكاذبة...عسى تنكسر الحلقة الروتينية التي يطوف بها.حظه اليوم مختلف...فهو لا  يصف له  ما سيحدث له...ولكن اليوم كتب حظه في هيئة نصيحة "قد تأتي السعادة من حيث لا تتوقع,منك!".هي ليست نصيحة و لكن رغبة بداخله حاولت أن ترتئي لها الكلمات كنصيحة.أشاح بنظره عن الجريدة ينظرفي وجوه الركاب...كمن يبحث عمن قد يشرح له كيف تأتي السعادة منه."كيف؟كيف؟"ولكن الإستفهام تحول لتعجب "لماذا لا تأتي السعادة؟لماذا لا تأتي مني؟صحيح لما لا؟" لكن عادت نظرات عيونه من الأمل للألم...لل"كيف؟"
"كيف تأتي السعادة و أنا أعمل كالألة؟أنا آااااااالة...والآلات لا تفرح......لكنها لا تحزن كذلك!"


"لالالالا لا...ليس  هذا ما يجب أن يحدث لي...هل سأستسلم لواقعي بكل بساطة هكذا؟يجب أن أعطي لحظي الفرصة عسى يكون اليوم سديدا"
أجبر فمه على الإبتسام...نعم يجب أن يبتسم- أو هكذا تراءى له - فقد تطيش بسمته لنظر شخص ما فيبادله بالإبتسام...كالعدوى تماما.ذكره ذلك بتجاربه منذ زمن يصل لخمسة أعوام...فقد كان دوما يقوم بعمل تجارب بسيطة ليدرس بهارد فعل الناس.لما كف عن تلك التجارب؟إنه في أمس الحاجة لإحياء ما مات من عادات إيجابية جميلة. عسى أن يحيي نفسه القديمة.حاول أن يتمتع بالسخرية في قراءته للجريدة حتى يغصب على نفسه بالضحك,بل القهقهة.لكن قهقهته تلاشت في خجل من نظر من حوله...لكن هناك وجه تلك السيدة...انها إبتسمت لقهقهته و أشاحت بوجهها كي لا تراها عيناه و هي تكاد تضحك  لقهقهته.ها هو إذن أثر في سيدة غريبة و أجبرها على الوصول للخط الفاصل بين  الإبتسام و الضحك.لم يهمه إن كانت تضحك عليه لغرابة ضحكته أم تضحك كأنها تعرف خطته مسبقا أو لظنها بأنه مجنون.فهو قد تلاشى بداخله الخجل..فهو الأن يضحك مما فعله...فقد شعر بوجود نتيجة تستحق التجربة مرة أخرى...فبرغم بساطة الا أنها كانت محفزة و كافية لأن يعيد الكرة من جديد...حاول أن يتذكر مواقف كوميدية,تافهة كانت أم كبيرة.تذكر مواقفذات كوميديا سوداء لكنه أجبر نفسه على رؤية الكوميديا لا السواد.


لم يدم الحال طويلا فقد أغلقت الأبواب على محطته قبل أن يعي ذلك.وقف متأففا لكنه تذكر..."السعادة يجب أن تأتي مني اليوم!فإن لم تأتي مني,فلن أتوقع أحدا أن يهديها لي!"


توجه لباب المترو و نزل  في المحطة التالية لينتقل للرصيف الأخر ليوصله بمحطته.هم بالخروج من المحطة من ناحية أخرى لم  يعتد على الصعود منها...ها هو ذا طفل يبيع الورد الأحمر على أعتاب سلالم المحطة.قرر أن يشتري وردة...إستقل ثمن الورد فإشترى أربعة أخرين,تناول ثمنهم الولد بسعادة و شكر.لفهم الولد بورقة جريدة و ربط حول سيقانها المغطاه برباط مطاطي لفه عدة لفات و سلم الورد للرجل.نظرالرجل لساعة يده...إنه يعرف أنه تأخر و لكنه يثق في أن مديره سيسامحه على ذلك,فهي ليست من عادته أن يتأخر.توقع أن يقلق عليه مديره أو يظن أنه لن يأتي اليوم لظرف ما.لكن بطارية المحمول الفارغة لن تسعفه في الإتصال للتأكيد على المجئ للعمل و الإعتذار على التأخير...لذا فسيدع ذلك لحين الوصول للشركة



في طريقه لعمله بدأ يفكر في تلك الورود التي إشتراها و كيف سيكون شكله و هو يدخل بهم الشركة,ثم ماذا سيكون رد فعل زملائه سواء سخرية أو فضول.لكنه تذكر أن كل واحد من زملائه في العمل يقبع بداخل فقاعة عازلة للصوت,فهم لن يلحظوا تلك الورود بسهولة و إن لاحظوها فمن الأرجح أن عدم إكتراثهم سيتغلب على فضولهم لمعرفة سبب تلك الوردات الستة.لذا فقد قرر أن يفقأ تلك الفقاعات بوروده,فسيحطي كل زميل وردة.لكنه تحير في الحجة التي سيسوقها لهم كسبب أساسي لإستحقاقهم الورد.و كيف سيعطيهم الورد.فهل يعطي كلا منهم الوردة ويدا بيد,هل يضع الورد على مكاتبهم و مكتبه أثناء تغيبهم؟هو قد فاتته فرصة وضع الورد قبل وصولهم للعمل,لتأخره نفسه عن العمل.لذا فقد يضع الورد أثناء إستراحة الإفطار, يغافل زملائه و يترك الورود على كل مكاتبهم و مكتبه كي يبعد عن نفسه الشبهة.....



ها هو يصل الى الشركة نظراته في قمة الخجل من ذلك التأخير الطفيف...ربما كانت تمويه لإخفاء حماسه و فضوله لمشروع الورود الضيوف على المكاتب.بدأ في الكد في العمل و بسرعة أكبر قليلا محاولا التعويض عن ذلك التأخير الطفيف الذي يصل لربع ساعة.و حينما جاء وقت الإفطار و بدأ الزملاء في التحرك من مكاتبهم لغرفة المقصف(الكافيتيريا) تباطأ في التحرك متظاهرا بتنظيم مكتبه ثم مع رحيل أخر الموضفين بالغرفة كام بنثر الورود في حركة سريعة على كل مكتب ثم أسرع خارج المكتب كي لا يثير تأخره الشكوك.




إنتظروا الحلقة القادمة:أول وردة



No comments: