أهلا بيك

أنصحك تدخل على أحلام صماء لو عايز تنتشي,لو عايز تشوف الواقع الكئيب ادخل اقرا رباعيات صاحي و المنسيين

2009/04/01

مواقف يومية:قصة فلة

الموضوع مهدي الي أحمد الديب
كانت تنام في الشارع,أمام احدي دور الأيتام,و تظهر ترابية اللون من قذارتها,كانت جديدة الي هذا العالم.لكن أين الأب و الأم؟كانت يتيمة,أو هكذا تخيلنا,لسخرية الأقدار,قطيطة يتيمة أمام دار للأيتام.
و كانت دوما تائهة,تموء بأمل ايجاد المأوي,أو الحضن.لان قلب شاب زميل,احتضنها و وضع فم عبوة مملوة باللبن في فم القطيطة التي بدأت ترضع منها بلهفة و كأنها أخر نقطة حليب.تذكرت شيبوب,ذلك القط الذكي الأسود الذي دفعنا مواؤه الجنوني في الليل القارص لتبنيه و تربيته,قررت تبني تلك القطيطة,بلا تفكير بحثت عن صندوق كارتوني لأحملها للمنزل,فقد كان سفر من مسقط رأسها,المهندسين الي المعادي عبر المترو,و دفع الفضول بعض الركاب لسؤالي ان كان بالصندوق حمام أم كتاكيت ليرون القطيطة و هي تجاهد في سبيل عدم التزحلق في أرجاء الصندوق نتيجة لتمايله المتواصل أثناء وقوفي به,و كانت بين الحين و الأخر تتوقف عن الحراك,و كأن دفعتها الظلمة و الدفء الي النوم العميق,و كانت تفيق بين الحين و الأخر نتيجة اهتزاز أو ميل الصندوق,لكن بدون أي مواء.الي أن وصلنا للبيت,فتحول لونها للأبيض بعد الحموم,و عشت أجمل اللحظات مع تلك القطيطة,كانت دوما ترضع من شعر ذراعها الأيمن حتي اضطررنا لربطها بقماشة.ظلت أول شخص يرحب بي حينما أدخل من باب المنزل,حتي و ان كانت نائمة.ظلت فرد من العائلة,الي أن حان وقت الرحيل,و الوداع الأخير,فقد شبت و أصبحت قادرة علي البحث عن غذاء,و ودعتها واعدا لها في سري بانقاذ اخوتها في المرة القادمة.بعد شهرين,قد سمعت أنها حامل و قد تضع حملها قريبا,كم كنت سعيدا لهذا الخبر المشرق.قد لا أراها هذه الأيام لكنها مازالت,مع شيبوب,في ذاكرتي و صوري.

دي فلة



و ده شيبوب

و ده الحنان اللي كانوا مفتقدينه


No comments: